U3F1ZWV6ZTk2ODkwMjk0NTc3NjZfRnJlZTYxMTI2Nzc2MDA0ODA=

تعريف جمعيات آباء وأولياء التلاميذ| أدوارها من ظهير 1958 إلى الميثاق الوطني للتربية والتكوين



أدوار جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ
من ظهير 1958 إلى الميثاق الوطني للتربية والتكوين

تعريف جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ:
إن جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ جمعية مستقلة تتكون من أولياء التلاميذ الذين يزاولون دراستهم بصفة منتظمة في مدرسة معينة، وأداة في يد المجتمع المدني الهادف إلى دعم الشأن التربوي بالمؤسسات التعليمية، كما أنها تعتبر صلة وصل بين الأسر والفاعلين التربويين بالمؤسسات التعليمية. وهي تخضع لظهير 1958 باعتباره إطار مرجعيا الذي يؤسس للجمعيات على مختلف أنواعها وأهدافها والمجال الذي تشتغل فيه.
ومنذ بداية ظهور وتأسيس هذه الجمعيات في حقبة الستينيات، عملت في هذه المرحلة على الحفاظ على خصوصيات وهوية المؤسسة التعليمية المغربية، وذلك بمساعدتها على أداء مختلف وظائفها التربوية وخاصة المساهمة في تحسين فضاءاتها وتأهيلها، إلا أنها كانت منحصرة في بعض المؤسسات ولم تكون معممة، لأن القانون لم يكن يلزم وجودها، أضف إلى أنها كانت في بعض الأحيان تتأثر بالتوجهات السياسية السائدة في تلك الفترة مما يخرجها عن أهدافها التربوية والإطار الذي أسست من أجله.
لقد أدى خروج جمعيات آباء وأولياء التلاميذ عن إطارها العام إلى دفع الوزارة المعنية إلى إصدار مذكرات وزارية في مرحلة لاحقة تؤسس للعلاقة بين المؤسسات التعليمية وجمعيات الآباء، نذكر منها :

المنشور رقم 4325 المؤرخ في 06 أبريل 1960 حول موضوع : ”جمعيات آباء التلاميذ“ والذي ينص على ما يلي:
ـ ضرورة مشاركة آباء التلاميذ في المجهود الذي تقوم به المدرسة؛
ـ ضرورة تعميم تأسيس جمعيات آباء التلاميذ حسب الإمكانية وحسب القانون؛
ـ تكليف مديري الثانويات والمفتشين الإقليميين بالدعوة إلى الانخراط في هذه الجمعيات، وذلك بمساعدة السلطات الإدارية المختصة، وأن يبعثوا كل شهر مذكرة توضح للعائلات أهداف جمعية آباء التلاميذ.
2ـ المذكرة رقم 67 المؤرخة في 24 شوال 1411 / 09 ماي 1991 حول موضوع : ”تمتين التعاون بين الأسرة والمدرسة“ تتناول ما يلي :
ـ التأكيد على أهمية التواصل بين الأسرة والمدرسة لتتبع تمدرس الأبناء؛
ـ تخصيص نصف يوم واحد في بداية ونهاية كل دورة دراسية يفتح فيه المعلم قسمه من أجل استقبال آباء وأولياء التلاميذ لتدارس نتائج المراقبة المستمرة، وحالات الدعم والحالة الصحية للتلاميذ، وتغيباتهم.
ـ اعتماد الدفتر المدرسي اليومي الذي تنجز فيه التمارين وسيلة لدعم التواصل بين المعلم والآباء لتعرف نتائج أبنائهم؛ (مرة كل أسبوعين).
المذكرة رقم 28 المؤرخة في 13 شعبان 1412/ 18 فبراير 1992 حول موضوع ”التعاون بين جمعيات آباء وأولياء التلاميذ والمؤسسات التعليمية ” ترتكز على:
ـ أهمية التواصل المستمر بين المؤسسة التعليمية والأسرة؛
ـ الدور الفعال الذي يمكن أن تنهض به جمعية آباء وأولياء التلاميذ في تدعيم عمل المؤسسة التعليمية؛
ـ دور المؤسسة في مراعاة ظروف المتعلمين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وإطلاع الآباء على نتائج أبنائهم وما تقوم به المؤسسة من أنشطة تربوية وتثقيفية وترفيهية لفائدتهم ؛
ـ رفع الحواجز الوهمية بين المؤسسة التعليمية والبيت، وإحداث التكامل المنشود بينهما.
4ـ المذكرة رقم 53 المؤرخة في 16 شوال 1415 الموافق لـ 17 مارس 1995 حول موضوع : ”جمعيات آباء وأولياء التلاميذ“ تتطرق للعناصر التالية:
ـ أهمية الدور الفعال الذي تنهض به جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في دعم أعمال وأنشطة المؤسسات التعليمية؛
ـ تجسير التعاون والتآزر بين هذه المؤسسات من جهة والأسر من جهة ثانية؛
ـ تمتين الروابط وتقوية العلاقات التي تساعد على تعبئة مختلف الأطر من معلمين وأساتذة ورجال الإدارة وكذا الفعاليات المتمثلة في آباء وأولياء التلاميذ؛
ـ تعميم تأسيس جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، بناء على مقتضيات القانون الأساسي المنظم لهذه الجمعيات والعمل على تجديد مكاتب الجمعيات بمجرد أن تستوفي المدة المحددة لها في القانون الأساسي؛
ـ الالتزام بمقتضيات القانون في منح العضوية بالجمعية؛
ـ التصريح بإحداث الجمعية أو تجديد مكتبها لدى السلطات المحلية؛
ـ التقيد بالضوابط المنظمة للعمل الإداري والتربوي داخل المؤسسات.
ـ المساهمة في الحملات من أجل الرفع من نسبة التمدرس وضمان استمرار التلاميذ في الدراسة والحد من الانقطاعات بالبحث عن أسبابها والعمل على تجاوزها؛
الميثاق الوطني للتربية والتكوين وجمعيات الآباء:
خص الميثاق الوطني للتربية والتكوين جمعيات آباء وأولياء التلاميذ باهتمام بالغ، وأفرد لها مكانة متميزة ؛ بحيث اعتبرها محاورا وشريكا أساسيا في تدبير شؤون المؤسسة، وجعلها فضاء جذابا للعملية التربوية، ومجالا لتكريس روح المواطنة ومبادئ التضامن والتآزر، والأخلاق الفاضلة.
لقد شكلت النصوص التشريعية والتنظيمية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية في إطار تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين، إقرارا بالدور الفاعل لجمعيات الآباء في الإصلاح باعتبار تواجدها جمعية مستقلة داخل المؤسسات التعليمية، لذا تجسد حضورها في عدة آليات لها دور في تدبير المنظومة التربوية من خلال تمثيليتها بالمجلس الإداري للأكاديمية، وفي مجالس المؤسسة، مجلس التدبير والمجلس التربوي ومجالس الأقسام كما أن الظهير رقم 1.05.152 الصادر في 11 من محرم 1427 (10 فبراير 2006) المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الأعلى للتعليم : خص جمعيات آباء وأولياء التلاميذ باهتمام خاص، من خلال إشراكها في تركيبة هذا المجلس (3 ممثلين) عن طريق التعيين.

القوانين والمراسيم التنظيمية والمذكرات الوزارية المؤطرة لعمل جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ :

القانون رقم 07.00 القاضي بإحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.00203 الصادر في 15 من صفر 1421 (19 مايو 2009) : ينص على تمثيلية ”ثلاثة ممثلين عن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بنسبة ممثل واحد عن كل سلك تعليمي ”ضمن تأليف المجلس الإداري للأكاديمية (انتخاب)؛
مرسوم رقم 2.00.1016 صادر في 7 ربيع الآخر 1422 (29 يونيو 2001) بتطبيق القانون رقم 07.00 القاضي بإحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين : ينص في مادته الثالثة على كيفية تعيين ممثلي جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ في إطار المجلس الإداري للأكاديمية (انتخاب ممثل واحد عن جمعيات الآباء بكل سلك تعليمي).
القانون رقم 05.00 بشأن النظام الأساسي للتعليم الأولي: تنص المادة 2 من هذا القانون على إمكانية إحداث مؤسسات للتعليم الأولي من قبل ”الجمعيات التي لا تهدف إلى الربح والمحدثة بكيفية قانونية“ ومن بينها جمعيات الآباء والأولياء.
القانون رقم 06.00 بمثابة النظام الأساسي للتعليم المدرسي الخصوصي: يمنح هذا القانون أيضا إمكانية إحداث مؤسسات للتعليم المدرسي الخصوصي وبجميع أنواعها، إلى الأشخاص الطبيعيين أو المعنويين غير الدولة (ومن ضمنها جمعيات الآباء).
         مرسوم رقم 2.02.376 صادر في جمادى الأولى 1423 (17 يونيو 2002) بمثابة النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي: تتمتع جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ بالتمثيلية داخل جميع مجالس المؤسسة ما عدا المجالس التعليمية : مجلس تدبير المؤسسة، المجلس التربوي ومجالس الأقسام.

المذكرة رقم 56 المؤرخة في 18 صفر 1428/ 02 ماي 2002 حول موضوع :“تزويد مكاتب جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمذكرات“، وهي مذكرة تدعو الأطراف المعنية إلى تزويد مكاتب جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية ؛ بانتظام ؛ بنسخ من المذكرات التربوية المرتبطة بالحياة المدرسية، الصادرة عن كل من المصالح المركزية للوزارة والأكاديمية أو النيابة“.
المذكرة رقم 80 المؤرخة في 23 ربيع الثاني 1424/ 24 يونيو 2003 حول موضوع «تأسيس جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي»، وتؤكد هذه المذكرة الدور الاستشاري الفعال الذي تنهض به جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في دعم عمل المؤسسة التعليمية الخصوصية، خاصة وأن المؤسسة الخصوصية تتميز بتعدد وتنوع العلاقات التي تربط بين الآباء والمشرفين على المؤسسة التعليمية الخصوصية. وقد اقترحت المذكرة مجالات تدخل جمعيات الآباء، والتي تتمثل في المساهمة في الأنشطة التربوية والثقافية والترفيهية لفائدة التلاميذ، وتعزيز وترسيخ التواصل بين المؤسسة والأسرة بالإضافة إلى المشاركة في تطوير وإنجاح مشاريع المؤسسة ومختلف أنشطتها، والمساهمة في انفتاح المؤسسة على محيطها الخارجي، وكذا الاعتناء بمشاكل المتعلمين والمساهمة في إيجاد الحلول لها.
لذلك دعت وزارة التربية الوطنية أصحاب المؤسسات التعليمية الخصوصية إلى تعميم تأسيس جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات الخصوصية وفق التنظيمات والتشريعات المعمول بها، ولكن هذه المذكرة ما زالت غير مفعلة لأسباب يرتبط بعضها بنظرة أصحاب المؤسسات الخصوصية إلى هذه الجمعيات، وتمثلاتهم عنها بخصوص احتمال تدخلها في رسوم وواجبات التمدرس بعيدا عن الجوانب التربوية التي تستهدفها المذكرة.
المذكرة رقم 03 المؤرخة في 03 ذي الحجة 1426 / 04 يناير 2006 حول موضوع : ”بشأن تفعيل دور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ“ وتعتبر من أهم المذكرات المؤسسة للعلاقة بين جمعيات الآباء والمؤسسات التعليمية، وقد صدرت في إطار تفعيل أدوار جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، والتي تم من خلالها تحديد مجالات تدخلها ومستلزمات الارتقاء بهذه الأدوار والتزاماتها مع تأكيد مكانتها المتميزة من خلال الميثاق الوطني للتربية والتكوين والنصوص القانونية. وقد اعتبرت المذكرة جمعيات الآباء فاعلا أساسيا في المنظومة التربوية تضطلع بدور هام في مد جسور التواصل بين المؤسسات التعليمية والأسر، وفي نسج الروابط الاجتماعية والعلاقات بينها وبين مختلف الأطر التربوية والإدارية وفي تطوير خدماتها، والمساهمة في إشعاعها الاجتماعي والثقافي والفني.


وختاما، يتبين لنا من خلال المراسيم والمذكرات الآنفة الذكر أن مهمة جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والمهام المختلفة المنوطة بها ليست بالأمر السهل، لذلك يجب إعادة مراجعة التصور الخاطئ السائد لدى بعض الأمهات والآباء والأولياء والمتمثل في اعتبار هذه الجمعية جزء من إدارة المؤسسة تنحصر مهمتها في استخلاص واجبات التسجيل في بداية كل سنة وينتهي الأمر، كما أنه لابد لمكاتب هذه الجمعيات من إعادة النظر في أسلوب عملها ليساير تطلعات الاجيال الصاعدة والتحول السريع الذي يشهده المجتمع في مختلف المجالات، أضف إلى أنه وجب عليها كذلك القطيعة مع الأسلوب الكلاسيكي الذي كانت تظنه الدور الأساسي من تأسيسها، ألا وهو تدبير وصرف الميزانية المتوفرة لديها في بعض الاصلاحات كإصلاح الأبواب والنوافذ.... أو توفير بعض المستلزمات الدراسية لبعض التلاميذ المعوزين، أو تخصيص جوائز للمتفوقين في آخر السنة، وتجاوزه إلى ميادين أكثر أهمية والتي تدخل في صلب اختصاصها وعلى سبيل المثال لا الحصر، ربط تواصل فعلي للأسر بالمدرسة، وهو عنصر أصبح يتلاشى تدريجيا، وما أحوجنا إليه في الظروف الراهنة، ولتحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها أو الجزء اليسير منها، لابد كذلك على كل الفاعلين الآخرين تقديم كل أشكال الدعم لجمعية أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ حتى تتمكن من أداء رسالتها على الوجه المطلوب.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة